Description
المقدمة: – إني أخاف الله
كلمةٌ واحدة… صارت آية
حينما تُعرض عليك الدنيا بكل مغرياتها، حين
تفتح أمامك أبواب القصور، وتُمد لك موائد السلطان، وتُنثر أمامك الوعود بالراحة
والمقام الرفيع… ثم لا ترى فيها سوى سُلمًا إلى معصية، فإن الذي يفصل بينك وبين
السقوط هو كلمة واحدة: “إني أخاف الله”.
قالها يوسفُ عليه السلام، شابٌ غريب في
قصر، عبدٌ في سوقٍ لا يعرف اسمه فيه أحد، وفتى لا ترى فيه امرأة العزيز سوى خادمٍ
وسيمٍ قد يُمتَهن كما يُمتَهن غيره. لم تكن تعلم أنه من نسل النبوة، وأن النور
الذي يسكن قلبه لا يُطفأ بإغراء ولا يُشترى بمقام.
قالها في لحظة ضعف البشر، لكن قوة الإيمان
كانت أمضى من سيوف الشهوة، وأصدق من كل وعود الرذيلة.
“إني أخاف الله” لم تكن مجرد جملة،
بل كانت فاصلاً بين خطين: طريق الرضى الإلهي وطريق الهوى. كانت ميزانًا يزن به
الإنسان نفسه حين تُعرض عليه الدنيا بثمن نفسه.
﴿ فَأَمَّا
مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ
الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴾ [النازعات: 40–41]
من هذه الكلمة نبدأ هذا الكتاب…
كتابٌ عن لحظات المواجهة، عن اختبارات
الإيمان، عن الثمن الذي يُعرض على الإنسان ليبيع به قلبه، وكيف يقول المؤمن: لا.
عن الذين يقفون في وجه التيار، لا لأنهم
أقوى من غيرهم، بل لأنهم يملكون خشيةً تُرعب الشيطان وتُربك أهل الهوى: “إني
أخاف الله”.
سنقرأ في هذا الكتاب عن مواقف في التاريخ
والواقع، عن رجال ونساء لم يبيعوا دينهم برغيفٍ أو عرش، عن صمتٍ أبلغ من الكلام،
وعن دموعٍ أغلى من الذهب، عن القابضين على الجمر في زمن العروض الرخيصة.
فإلى كل من يختبره الله بعرض من الدنيا
مقابل دينه، إلى كل قلب يرتجف وهو يهم بالاختيار… هذا الكتاب لك.
Reviews
There are no reviews yet.