” الطريق الى الحقيقة: بين العلم والفلسفة والإيمان“
علي الموالي
مقدمة:-
واحد من أعمق الأسئلة التي تكرر طرحها: ما الذي يبحث عنه الإنسان حقًا؟
على مر العصور، خاض المفكرون والعلماء معارك فكرية عميقة في سبيل الوصول إلى الحقيقة،
وكثيرًا ما تبنّى أحدهم نظرية، ثم عاد لينقضها بعدما تكشفت له أبعاد جديدة لم يكن يدركها من قبل.
هذا التناقض ليس عيبًا، بل هو جزء من طبيعة البحث العلمي والتأمل الفلسفي،
حيث يعكس صدق الباحث في تعامله مع الأمانة العلمية، وجرأته على الاعتراف بالخطأ حين تتبدى له الحقيقة.
غير أن الحقيقة المطلقة، التي يحوم حولها عشرات الفلاسفة والمفكرين والعلماء منذ الأزل،
تبقى الغاية الأسمى التي يسعى إليها الإنسان، رغم أنها ليست بالضرورة خفية أو بعيدة المنال.
فكثيرًا ما يتوه الباحثون في الخارج، بينما تكمن الحقيقة في أعماقهم، محفورة في نفوسهم وقلوبهم وعقولهم،
كحالة من الإدراك والوعي الفطري.